لماذا نحكم على أنفسنا بالإعدام ونحن أبرياء!!
لماذا نحكم على أنفسنا بالإعدام ونحن أبرياء؟
دعونا نقرأ هذه القصة القصيرة أولا ثم نقوم بالتعقيب على هذا الموضوع الهام الذي يشغل بال الكثيرين منا..
قام أحد الأطباء بتجربة علمية على شخص سجين محكوم عليه بالإعدام بعد ان أقنعه بالموافقة على الخضوع لتجربته مقابل بعض التعويضات المالية لعائلته حيث انه محكوم بالاعدام فليس له شيء في هذه الدنيا سوى ايام قليلة، وكذلك مقابل تسجيل اسمه في لائحة التاريخ العلمي وخدمة العلم والبشرية وتكفيرا عن بعض خطاياه وجرائمه، وكان الطبيب يهدف لمعرفة مدى تأثير الوهم والتخيلات السلبية على النفس البشرية, فقام الطبيب بشرح كامل تفاصيل التجربة للسجين بأنه سيطبق عليه الإعدام بواسطة تصفية دمه ليقوم بداسة المتغيرات التي سوف تطرأ على الجسم خلال التجربة.
وبالفعل سلّم الرجل نفسه ، وتم عصب عينيه ، وقام الطبيب بمد خرطومين رفيعين من خلال مرفقي السجين، لكنه لم يقم فعليا بفتح الوريد وانما جعل الخرطومين بوضعية تجعل السجين يشعر انه تم وخزه وانه تم توصيلهما بوريده كأنها محاكاة لعملية تصفية الدم وقد وضع تلك الخراطيم على صدره ووضع تحت المرفقين أوعية فارغة على بعد مناسب لكي يستمع السجين لصوت سقوط الدم والذي هو في حقيقة الامر ما هي الا قطرات الماء الدافئ، ومرر الطبيب في الخرطومين ماء دافئا بدرجة حرارة الدم لكي يشعر السجين بصدق التجربة عندما يمر الماء الدافئ على صدره ويديه ،ثم وخزه في المرفق وخزات وهمية، ليبدأ الخيال وكأن الشرايين قد قُطّعت وبدأ الدم في الخروج والانصباب في الاوعية.
تخيلوا أنه بمجرد مرور دقائق بدأ الشحوب على الوجه ، واصطبغ الجسم كله بالصفار ، وعندما جاءوا لفحصه عن قرب وكشفوا عن وجهه وجدوه قد توفيو أجل لقد توفي وقتله الوهم والخوف ولا شيء غير ذلك حيث ان التجربة ما كانت الا محاكاة وليس تصفية لدمه بالفعل.. ذلك لان عقله الباطن قد صدق بالوهم والخيال الصوتي والحسي المركب ، ومن ثم أمر العقل كل أعضاء الجسم بالتوقف عن الحراك ، لأنه في اعتقاده بأن الدم قد فقد وتصفى .!!
وهذا هو حال الكثير منا في الحكم على انفسنا وذلك باصطناع خوف من المستقبل..خوف زائف يوهمنا بما هو ليس موجود..
لقد اردت مشاركة هذه القصة معكم لنرى أثر الوهم الذي يصيب كثير من الناس ليكوّن عندهم خيفة من حياتهم ومستقبلهم، فتراهم يصنعون اوهاما من نسج خيالهم تمنعهم من المضي قدما لمستقبل مشرق, فتلك الأوهام تبني امامهم حواجز وعواقب هي لم تكن موجودة بالأصل, مثلما رأينا ماذا فعل الوهم والخوف بذاك السجين البائس الذي تهيأ له بان دمه يصفى وهو في حقيقة الامر لم يفقد اي قطرة من قطرات دمه ولم يمس بسوء, وهذا هو حال من يرى ان مستقبله حالك السواد وان حياته لا معنى لها وهو جالس في مكانه بلا حراك فتارة يصدر احكاما على نفسه بان لا فائدة من حياته وتارة أخرى يحكم على مستقبله بالسوداوية, ولا يقتصر الامر على هذا الشيء وانما يقوم أيضا بتصفيف اقداره المزيفة أمامه وينسى ان علمها عند ربه..
الخوف من المستقبل هو من اعتى الامراض التي قد تصيب الانسان لأنه يخلق شعورا يجعله يخاف من شيء هو نفسه لا يعرفه ولا يعلم اخباره فتراه يضع نفسه في قوقعة الخوف والقلق فيضيّق على نفسه وهو في سعة من أمره, والسؤال الذي يتبادر للذهن هو " أأنت أيها الانسان!!! أقمت بالانتهاء من حاضرك وماضيك حتى تقوم بالتفكير في مستقبلك؟؟!!!" دع عنك هذا الشعور الذي سوف يودي بك الى الهاوية ولتبدأ حياة ملؤها الأمل والاحلام الوردية...
فلماذا نحكم على أنفسنا بالإعدام ونحن أبرياء!!
إعداد: سامي عايش عناقره - Sami A. Anagreh
تعليقات
إرسال تعليق